قصة وعبرة

 



أحيانا يضجر الإنسان من شيئا يريده ولا يمشي على مراده، ولكن لا يعلم أن رحمة الله هي الغالبة وفوق كل شيء.

تبدأ أحداث القصة اليوم منذ زمن قديم عند ملك وعنده وزير يردد دائما: ((كله خير))فذات مرة قطع إصبع الملك، فقال له الوزير جملته المعهودة: ((كله خير)).

فثار غاضبا وقال: أين الخير في أن يكون إصبعي مقطوع؛ فقام بسجنه، وردد أيضا ((كله خير)).
وكان من عادة الملك أنه يرفه عن نفسه قليلا ويقوم بجولة كل جمعة، فذهب لسوء حظه عند منطقة تعبد الأصنام، فقضبوا عليه، وقرروا يقدموه كقربان للأصنام، وعندما أتوا ليذبحوه وجدوا إصبعه مقطوع؛ فقالوا: ليس من الجيد أن يقدم كقربان للأصنام وهو ناقص؛ فتركوه.

فظل يفكر الملك وأدرك أن الخير في قطع إصبعه هو سبب نجاته، ولكن أين الخير في سجن الوزير؟
فذهب للوزير واستفسر منه عن ذلك، فأجابه: الخير أني لم اذهب معك، وإلا كنت سأصبح قربان للأصنام بدلا منك.

هذه هي حياتنا ونحن الملك، ونضايق عندما نجد الوزير في حياتنا.

ولو دققنا قليلا في هذه الجملة البسيطة في مبناها العظيمة في معناها ((كله خير))، فسنجد فعلا أن كل ما يأتي من عند الله سبحانه وتعالي سواء ضرا أو نفعا هو خير بحق.

فإذا تخيلنا أننا ننظر للغيب لأصبحنا نسجد لله كثيرا على أي قدر كنا نظن أنه شر، وهو في حقيقة كان كله خير؛ لذلك يجب الحمد والثناء علي الله سبحانه وتعالي في كل شيء يحدث في حياتنا.
فهذا يشبه القصة التي انتشرت في الفترة الأخيرة على السوشيال الميديا، عن رجل استغرق وقتا طويلا وتعب؛ ليسافر بالخارج لكي يدرس الدكتوراه وتعذر سفره وحزن حزنا شديدا. وأتت المفاجأة أن المدينة التي كان من المفترض أن يسافر لها هي وهان -مدينة بالصين- التي انتشر بها فيروس كورونا.

تخجلنا بكرمك يا الله! فكم لله من لطف خفي! فالحمد لله دائما وأبدا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال