الساحر

  

الساحر



قد يلفت نظرك العنوان عزيزي القارئ و قد يخيل في مخيلتك أننا سنتكلم عن شخصية الساحر و سحره للناس، ولكن في الحقيقة سنتكلم عن ساحر أخر يسحر الناس ولكن ليس بألعاب الخفة. إنها الكلمة التي تسحر العقول إما بالإيجاب أو بالسلب. فهيا نكتشف سويا عن هذا الساحر الخطير.

الكلمة يخرجها الإنسان من فيه وكأنها لعبة يلعبها الطفل، ولا يدرك مدي خطورتها. الكلمة لها أثر كبير في النفوس قبل العقول، فالكلمة الخبيثة حتي و لو بالمزاح قد تعكر صفو الإنسان طيلة يومه، والذي أخرجها كان غرضه أن يمزح ولكن لم يعلم أنه أخرج سما بدلا من ترياق يشفي النفس. أما الكلمة الطيبة فإن لها مفعول السحر في القلوب، فالإنسان قد يظل سعيدا طيلة يومه بسبب كلمة بسيطة لم تأخذ من وقتك عدة ثوان، وأيضا قد تكون دواءا لما هو فيه من آلالام التي يواجها في حياته.

يعي ديننا الحنيف مدي خطورة هذا الساحر الخفي. فقد تم ذكره في أحاديث حبيبنا المصطفي صلي الله عليه و سلم و كتاب الله عز وجل. فقد قال رسولنا الكريم: ((الكلمة الطيبة صدقة)). فهذا دليل قوي للحث علي قول الكلمة الحسنة لنشر الإخاء و المحبة. وذكرت الكلمة الطيبة في قول الحق تبارك و تعالي : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)) سورة إبراهيم آية 24. هذا دليل قاطع علي مدي صلاحية دستور القرآن و سنة رسوله الكريم لحياتنا اليومية؛ فإذا سرنا بهم في حياتنا سنرقي و نسعد. الكلام الطيب أمثلته كثيرة و بسيطة مثل: أن تبتسم وتقول لشخص: مظهرك أو ملبسك حلو ،  كنت تؤدي عملك اليوم بشكل رائع، أنت ذكي، أو أي كلمة تحس أنها قد تلقي السرور في القلب.

إذن يا صديقي العزيز لسانك هو المسدس وطلقته الكلام ، فإما الطلقة تزرع وردا في القلب و إما سوادا _والعياذ بالله_ في القلب. ففكر لمدة خمس ثوان قبل إطلاق الكلمة وقل: هل كلمة ستسعده أم لا ؟

ليكن هذا منهجنا في التحدث و الدرب الذي نسير عليه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال